٤٩/ ٦٥ - "ابنَ آدمَ عِنْدَك مَا يكِفيكَ وأنتَ تَطْلُبُ ما يُطْغِيك، ابنَ آدم لا بقليلٍ تقنعُ ولا بِكثيرٍ تشبعُ، ابنَ آدمَ إذا أَصْبَحتَ معافى في جَسدِك آمنًا في سِرْبكَ عِنْدَكُ قوتُ يَومِك فعلى الدُّنيا العَفَاءُ". (عد. هب) عن ابن عمر.
قال الشارح في الكبير: ونقله عن ابن عدى وسكوته عليه يوهم أنه خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل قال: أبو بكر الداهرى أحد رجاله كذاب متروك، وقال الذهبى: متهم بالوضع وكذا هو في مسند البيهقى، وذكر نحوه للحافظ ابن حجر فكان ينبغى حذفه.
قلت: هذا انتقاد عجيب وكلام غريب لا يصدر ممن له أدنى معرفة بالحديث وفنونه ومصنفات رجاله، فإن ابن عدى ليس له مصنف في الحديث يخرج فيه الأحاديث ويتكلم عليها تصحيحًا وتضعيفا حتى ينتقد على المصنف بعدم سكوت ابن عدى على الحديث، بل ابن عدى له الكامل في الرجال الضعفاء، وفى ترجمة الراوى الضعيف يورد له من الأحاديث ما يدل على ضعفه لنكارتها وغرابتها أو مخالفة مسندها أو نحو ذلك، فموضوع الكتاب للأحاديث الضعيفة والموضوعة والواهية، فمطلق العزو إليه يؤذن بذلك كما صرح به المصنف في خطبة الأصل أعنى الجامع الكبير وإنما يقال ما ذكره المصنف في نحو جامع الترمذى الذي يتكلم على كل حديث غالبا، وكذلك الحاكم والبيهقى والبغوى وأمثالهم ممن صنفوا في الأحكام والآداب وتكلموا على الأحاديث.
أما حديث الترجمة فرواه أيضًا الطبرانى في الأوسط، وأبو نعيم في الأربعين وفى الحلية [٦/ ٩٨] في ترجمة ثور بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمى في الأربعين، والبيهقى في الشعب [٧/ ٢٩٤، رقم ١٠٣٦٠] عنه، والقضاعى