ورواه الخطيب من أوجه عن يحيى بن أبي سليمان عن عطاء به، فهذه متابعات متعددة لطلحة بن عمرو تقوى حديثه وترفع تهمة التفرد به، ومن هذه الطرق يعلم بطلان ما نقله الشارح عن البيهقى من أن طريق طلحة بن عمرو هي أمثل طرق حديث أبي هريرة وكذلك التي بعدها.
فقد رواه أبو نعيم في التاريخ من طريق هلال بن العلاء:
ثنا معمر بن مخلد السروجى ثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
ورواه فيه أيضًا من طريق سليمان بن كراز: ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي هريرة.
ورواه الخلعي في فوائده من طريق عون بن الحكم بن سنان ثنى أبي عن يحيى ابن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
وحديث عائشة ليس فيه عويد كما يقول الشارح، بل قال الخطيب:
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقى ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن الحسين بن حفص التميمي ثنا أبو محمد عبد اللَّه بن وهبان البغدادى إملاءً ثنا أبو عقيل الجمال ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
وحديث عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص أخرجه أيضًا الخطيب في التاريخ من طريق أحمد بن عيسي المصرى: حدثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل عن عبد اللَّه بن عمرو به.
وذكر ابن أبي حاتم في العلل أنه سأل أباه عن هذا الحديث الذي رواه أحمد ابن عيسى، فقال: هذا حديث رواه رجل بمصر يقال له: محمد بن عمرو ابن عثمان الجعبى عن ضمام حدثنا هذا الشيخ عن ضمام بمصر وليس هذا الحديث بصحيح.