قال في الكبير: حكم ابن الجوزى بوضعه، وقال فيه محمد بن مروان السدي: كذاب، وتابعه عامر بن صالح الزبيرى، وليس بشيء، وأقره عليه المؤلف ولم يتعقبه إلا بأن له شاهدا وهو خبر:"تخيروا لنطفكم، واجتنبوا هذا السواد".
قلت: انظر إلى هذا التناقض في الكلام الذي لا ينطق به عاقل، يقول: أقره المصنف وتعقبه بأن له شاهدا، فلو أقره لما تعقبه وإذ تعقبه فلم يضره، ثم إذ اعترف الشارح بأن المصنف ذكر له شاهدا، فماذا يراد من المتعقب غير ذلك على أنه حذف من ذلك الشاهد لفظة في آخر الحديث أيضًا، وهى قوله: فإنه لون مشوه وكأنه حذفها عمدا ليبعد متن الشاهد من اللفظ المشهود له ويظهر ضعف المصنف في التعقب، فعجبا لهذا الرجل!.
ثم إن للحديث طريقًا آخر عن هشام بن عروة لم يذكره المصنف في التعقبات، أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [١/ ٣١٤] في ترجمة روح بن عصام فقال:
حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق الزاهد ثنا روح بن جبر ثنا الهيثم بن عدى عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه".