يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتانى جبريل بقدر يقال لها الكفيت فأكلت منها" الحديث مثله، ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع اهـ.
وليس كذلك، بل رواه عبيد اللَّه بن موسى أيضًا كما سبق عند ابن سعد، اللهم إلا أن يريد موصولا وهو بعيد عن إطلاقه.
وقال في الطب النبوى:
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا ابن ناجية ثنا سفيان بن وكيع به، لكن بلفظ:"أطعمنى جبريل الهريسة أشد بها ظهرى لقيام الليل"، وسفيان بن وكيع ضعيف، لأنه كان يقبل التلقين، وابتلى بوراق فكان يدخل عليه أحاديث فيحدث بها فكثر ذلك منه فسقط، ويدل لضعفه في هذا الحديث كون عبيد اللَّه ابن موسى أرسله وهو حافظ ثقة، وكونه اضطرب في متنه إلا أن يكون الاختلاف من الرواة عنه، والحديث باطل على كل حال، وقد أخذه الوضاعون وتفننوا في أسانيده ومتونه وهو المعروف بحديث الهريسة، وقد حكم الحفاظ بوضعه ومنهم ابن الجوزى [٣/ ١٦]، وحاول المصنف أن يثبته فما أنجح، وقد أفرده بعض الحفاظ بالتأليف، ثم إن الشارح قال -كما تقدم- على قوله:"قوة أربعين رجلا في الجماع": زاد أبو نعيم عن مجاهد: "وكل رجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة"، وفائدة ذكر هذا إنما تبنى على رواية أربعين رجلا من أهل الجنة، وقد ذكرها الشارح في الكبير فتمت الفائدة، وحذفها في الصغير فلم يبق لما زاده معنى، ولفظه في الكبير:"فأعطيت قوة أربعين" وفى رواية: "زيادة أهل الجنة في الجماع" راد أبو نعيم عن مجاهد: "وكل رجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة" وصححه الترمذى وقال: غريب، وأربعون في مائة بأربعة آلاف اهـ.