قلت: سكت عليه الشارح، والحديث أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في مسنده، وابن بشران في الأول من فوائده، والثقفى في الأول من فوائده أيضًا من طريقه، وأبو الشيخ، ومن طريقه الديلمى في مسند الفردوس [رقم ٤٠٩٥] والقضاعى في مسند الشهاب [فتح الوهاب ٥٩٤] كلهم من رواية حميد الأعرج عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحميد الأعرج متروك منكر الحديث، وقد أنكروا عليه هذه الأحاديث التي يحدث بها عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود وقالوا: إنها ليست بمستقيمة ولا يعرف لعبد اللَّه بن الحارث شيء يثبت عن ابن مسعود وألفاظ الحديث ليست من الأحاديث المرفوعة، وهى بالموقوفات والمقطوعات أشبه.
قال في الكبير: كلاهما روياه من طريق أبي معاوية عبد اللَّه بن محمد المقرى المؤدب عن محمود بن خالد عن عمر عن الأوزاعى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقضية صنيع المؤلف أن مخرجيه خرجاه وأقراه، وليس كذلك، بل قال مخرجه الأصلى تمام بعد ما خرجه من طريقين فيهما أبو معاوية: هذا حديث منكر، وأبو معاوية ضعيف.