قال الهيثمى: فيه زيد بن خالد العمى، وهو كذاب، فكان ينبغى حذفه كالذى قبله.
قلت: لا، لا ينبغى حذفه، لأن المصنف صان كتابه عما انفرد به وضاع أو كذاب وهذا ورد من طرق متعددة من حديث جابر وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفان، فهى شواهد متعددة بانضمامها يقوى الحديث، بل قد سبق حديث ابن عمر في حرف الباء بلفظ:"بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم" فكتب عليه الشارح: بإسناد حسن بل قيل: صحيح، وحديث جابر مثل ما هنا مطولا، فكتب عليه الشارح: أن الحاكم قال: صحيح، وبعد هذا حديث أبي هريرة، وقد نقل الشارح عن الحاكم أنه صححه أيضًا.
قال في الكبير: رواه من حديث سويد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، وقال: صحيح، ورده الذهبى بأن سويدًا ضعيف، والمنذرى بأنه واه.
قلت: لكنه ورد من غير طريقه، قال أبو نعيم في التاريخ [٢/ ٢٨٥]:
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب ثنا هشام ابن خالد ثنا الوليد بن مسلم ثنا صدقة بن يزيد ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عفوا تعف نساؤكم" مختصر.