قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، وليس كما قال، ففيه من طريق الترمذى عبد اللَّه بن عصم، قال ابن حبان: منكر الحديث، وخبر الطبرانى أعله الهيثمى بأن فيه نسوة مساتير.
قلت: لو سكت الشارح لكان أستر لجهله، فإنه لا يعود من التعقب على المصنف إلا بالفضيحة، فعبد اللَّه بن عصم الذي في حديث ابن عمر، وإن قال ابن حبان فيه: إنه منكر الحديث، فقد ناقض هو نفسه فيه فذكره في الثقات ووثقه أيضًا ابن معين والعجلى، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ، ولهذا حسن له الترمذى هذا الحديث، وهو كما قال بالنسبة لهذا الطريق وحده، فهذا انضم إليه حديث سلامة بن الحر الذي هو على شرط الحسن أيضًا، فالمتن صحيح بلا خلاف فكيف وهو في صحيح مسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر [رقم: ٢٥٤٥] بلفظ: "إن في ثقيف كذابا ومبيرا" كما سبق للمصنف في حرف الألف؟! فهو إذًا فوق الصحيح المتفق عليه، بيد أن الشارح لا يفهم من هذا الفن شيئًا ولا يريح الناس من التعب ولا نفسه من الفضول.
قلت: هذا مخرج جديد اختلقه الشارح كأنه لما رأى هذه النسبة في رجال الإسناد عند الديلمى تعشقها للعزو، فأضاف إليها التخريج أو ذهب وهمه من الأمثال للميدانى إلى مصنف آخر في الحديث للميدانى البعيد عن هذا الميدان، والمقصود أنه لا يوجد في الدنيا ميدانى حافظ مسند مصنف يعزى إليه