قلت: لا بل هو في سفر واحد، وإنما هو في أربعة وعشرين جزءً حديثيا كانت عندى منه نسخة في مجلد متوسط غير مجزأة وضاعت مني، ثم وقعت إلى منه نسخة أخرى في مجلد كبير مجزأة على أربعة وعشرين جزءً، ثم إن هذا الحديث لم يسلك فيه المصنف طريقه في الترتيب، فإن هذا بعض حديث عند مخرجه.
قال الدينورى:
حدثنا أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد اللَّه الكندى ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إن اللَّه تبارك وتعالى يطلع إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لخلقه كلهم إلا المشرك والمشاحن، وفيها يوحى اللَّه عز وجل إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة" اهـ.
فالظاهر أن المصنف لم ينقل الحديث من الأصل، وإنما قلد فيه من نقله فتصرف فيه واختصره.
قلت: هذا حديث باطل لأنه من رواية الكديمى وهو متهم.
قال ابن الأنبارى في الوقف والابتداء:
حدثنا الكديمى ثنا محمد بن عبيد اللَّه العتبى قال: حدثنا أبي عن المسيب بن شريك عن عبد الوهاب بن عبيد اللَّه بن أبي بكرة عن أبيه عن أبي بكرة قال: "كنت عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعنده أعرابي ينشده، فقلت يا رسول اللَّه أشعرا أم قرآنا؟ قال: في هذا. . " وذكره.