استنصرنى نصرته، وأحب ما تعبد به عبدي النصح لي" وفي رواية السلمى: "وَأَعْبَدُ ما يَعْبُدُ به" اهـ.
فهذا حديث أصله في الصحيح وله طرق متعددة صحيحة شاهدة له، وعلى متنه حلاوة النبوة وطلاوة الرسالة، فلا يضير كون راويه ضعيفًا في نظر الحافظ المحقق الجامع بين الرواية والنظر، خلاف ما عليه الحفاظ الجامدون ولا سيما الأقدمون منهم الذين لم يضربوا بسهم في النظر والمعقول أصلًا، كابن معين، وأبى حاتم، وأبي زرعة وأمثالهم الذين يحكمون بالوضع والنكارة على أحاديث مخرجة في الصحيحين لا من جهة الإسناد فقط، بل ومن جهة أخرى أيضًا، وهي كونهم لم يدركوا معناها ولا اتسعت مداركهم للجمع بينها وبين ما قد يبدو منه التعارض من نصوص أخرى، وهذا الحديث أيضًا من ذلك القبيل، فقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل [رقم ١٨٧٢] من طريق هشام بن عمار عن صدقة بن خالد قال:
حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به مطولًا كالذى قدمته إلا أنه قال في آخره: "وأحب عبادة عبدى إلى النصيحة" وذكر ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه فأجابه: بأنه حديث منكر جدًا، مع أنه في الصحيح بتمامه ما عدا الجملة الأخيرة التي هي حديث الباب، وقد أفادتنا رواية ابن أبي حاتم للحديث وجود متابع لعبيد اللَّه بن زحر، وهو عثمان بن أبي العاتكة كما أشار لروايته أيضًا أبو نعيم في الحلية [٨/ ١٧٥] فإنه روى الحديث من طريق ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد اللَّه عن على بن يزيد به، مختصرا مثل ما هو في المتن هنا، ثم قال: رواه يحيى بن أيوب عن عبيد اللَّه مثله، ورواه صدقة بن خالد عن عثمان بن أبي العاتكة عن على بن يزيد مثله اهـ.
كذا وقع في الأصل المطبوع عبد اللَّه مكبر، وذهب من الأصل اسم والده،