في مسنده وأحمد في المناقب خرجاه من حديث عبد اللَّه بن حنطب قال: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الجمعة فقال: أيها الناس، قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها".
قلت: قدمنا مرارا إن كل من خالف المصنف في شيء فهو حجة على المصنف في نظر هذا المعاند، ولو كان المصنف أعلم من ملء الأرض من ذلك المعارض فليت شعرى ما الذي ترك قول السمهودى حجة مقدما على قول المصنف ولم يكن قول المصنف حجة عليه؛ بحيث يتعقب به على السمهودى مع أن الواقع كذلك، فإن الشافعى ما خرج إلا بلاغ ابن شهاب فقال [٢/ ١٩٤ - رتيبه]:
حدثنى ابن أبي قديك عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قدموا. . . " وذكره ثم ذكر أحاديث أخرى ليس منها واحد كهذا ولا من رواية عبد اللَّه بن حنطب، فبان أن الواهم هو السيد السمهودى هذا إن كان الشارح صادقا في نقله غير كاذب ولا واهم عليه كعادته فلا بد من مراجعة جواهر العقدين، وليس عندنا وقت لذلك، ثم لو سلمنا أن الأمر كما يقول السيد السمهودى، فالشارح يعلم جيدا أن هذا اللفظ الذي أورده محله في ترتيب المصنف حرف الألف لأنه مصدر بأيها الناس، فأعجب لحال هذا الرجل ما أوقحه!.