الثانى: أن يحيى بن سعيد القطان إمام متفق على ثقته وجلالته غير مختلف فيه أصلا، والهيثمى إنما قال [٣/ ٨٧]: يحيى بن سعيد العطار بالعين المهملة آخره راء لا بالقاف وآخره نون، ولكن الشارح لا يفرق بين الضب والنون.
الثالث: يتعجب من الحافظ الهيثمى في تعليله الحديث بيحيى العطار، وكذا من الحافظ العراقى في تعليله إياه بالوليد بن شجاع إن صح ذلك عن العراقى لم يكن وهما من الشارح عليه، وذلك من وجوه، أحدها: أن كلا من يحيى العطار والوليد بن شجاع قد وثق، بل الثانى روى له مسلم.
ثانيهما: أنهما توبعا عليه وورد الحديث من غير طريقهما، فالخطيب رواه من طريق الوليد بن شجاع عن يحيى بن سعيد العطار عن أبي عمران سعيد بن ميسرة عن أنس به.
وورد من وجه آخر عن سعيد بن ميسرة، قال أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد الرازى المعروف بابن الصيرفى في السداسيات له:
أخبرنا على بن محمد بن على الفارسى بمصر أنا أبو أحمد عبد اللَّه بن محمد ابن الناصح الدمشقى المعروف بابن المفسر أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن سعيد القاضى المروزى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا سعيد بن ميسرة البكرى عن أنس ابن مالك قال:"كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا اشتكى بطنه أخذ شونيزا فاستفه وشرب عليه عسلا بماء".
ثالثها: وهو أعجبها، أن الحديث تفرد به سعيد بن ميسرة وهو متفق على ضعفه، قال البخارى [٢/ ١/ ٥١٦]: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات، وقال الحاكم: روى عن أنس موضوعات وكذبه يحيى القطان، وضعفه أيضًا ابن عدى وأبو حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن الجارود