قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وأصله قول الترمذى: حسن غريب، ورواه عنها أيضًا ابن ماجه وابن حبان، وأعله ابن القطان بالراوى عن عائشة وهو ربيعة الجرشى وأنه مجهول، قال ابن حجر: وأخطأ فهو صحابى، وإطلاقه التخطئة غير صواب، فقد قال شيخه العراقى: اختلف في صحبته. . . إلخ.
قلت: تعقب الشارح على الحافظ من جهله وقلة معرفته، فابن القطان ادعى أن ربيعة مجهول، والمجهول إما يكون مجهول العين أو الحال، وربيعة غير مجهول لا عينا ولا حالا.
أما جهالة العين فإنها ترفع برواية اثنين، وربيعة روى عنه ابنه الغاز، وخالد ابن معدان ويحيى بن ميمون الحضرمى، وعلى بن رباح، وعطية بن قيس، والحارث بن يزيد، ومجاهد والنضر بن أنس، وأبو المتوكل الناجى، وبشير ابن كعب وغيرهم.
وأما الحال فإنه مشهور معروف بالفقه والثقة والعدالة، قال ابن المتوكل: كان فقيه الناس في زمن معاوية، وقال يعقوب بن شيبة: كان أحد الفقهاء، وقال الدارقطنى: ثقة، واتفقوا على أنه قتل يوم مرج راهط مع الضحاك بن قيس سنة أربع وستين، فبان خطأ قول ابن القطان: إنه مجهول وصواب رد الحافظ عليه وخطأ الشارح في تعقبه.
وأما الاختلاف في صحبته فلا يتعقب به على الحافظ، لأنه حكى في التهذيب والإصابة أكثر مما حكاه العراقى، ولكنه جزم بصحبته لكونها ترجحت عنده من