سعيد: يا ابن أخى هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم قال: تغن بالقرآن فإنى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"تغنوا بالقرآن ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا"، أخرجه المخلص في فوائده:
ثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل ثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي مليكة، كذا قال: عبد اللَّه بن عبد الرحمن وهو وهم، وعبد اللَّه بن محمد شيخ المخلص هو أبو القاسم البغوى، والحديث في معجمة كذلك.
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو داود، قال في الرياض: حديث صحيح، وقال الحاكم: على شرط مالك وأقره الذهبى، وقال العراقى: سنده حسن، وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأعلى مما ذكر وليس كذلك، فقد خرجه سلطان الفن في الأدب المفرد، فكان ينبغى ذكره معهم.
قلت: سلطان الفن إنما ينبغى تقديمه وذكره إذا خرج الحديث في الصحيح الذي به ظهرت سلطنته، أما كتبه الأخرى فلا مزية لها على غيرها، وكيفما كان الحال فالسنن الأربعة مقدمة على ساثر كتب البخارى بعد الصحيح بالاتفاق هذا لو لم يعزه إليه المصنف فكيف وقد ذكر الحديث في حرف "الميم" بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا. . . " الحديث، وعزاه للبخارى في الأدب المفرد، وأبي داود الذي لم يخرجه بهذا اللفظ المذكور هنا.
فلو كان للشارح مسكة من عقل لأمسك عن الفضول.
ثم إن في الباب عن أنس وأبي زيد وأبي أمامة وأبي هريرة خلاف المذكورين في المتن.