فهذه شواهد لا شاهد واحد، ثم إن حديث أبي أمامة له طريق آخر لم يذكره ابن الجوزى ولا المؤلف.
قال ابن شاهين في "الترغيب"[ص ٣٣٨، رقم ٤٠٦]:
ثنا عبد اللَّه بن محمد البغوى ثنا صبيح بن دينار ثنا عفيف بن سالم عن أيوب ابن عتبة اليمامى عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تمام عيادة المريض إذا دخلت عليه أن تضع يدك على رأسه، وتقول: كيف أصبحت أو كيف أمسيت؟ فإذا جلست عنده تغمدت الرحمة، وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلا ومدبرا، وأومأ بيديه إلى حقويه".
(ت. هـ) عن أبي هريرة (حم. طب) عن الحسين بن على الحاكم في الكنى عن أبي بكر، الشيرازى عن أبي ذر (ك) في تاريخه عن على بن أبي طالب (طس) عن زيد بن ثابت، ابن عساكر عن الحارث بن هشام
[قال في الكبير]: أشار باستيعاب مخرجيه إلى تقويته ورد زعم جمع ضعفه، ومن ثم حسنه النووى بل صححه ابن عبد البر، وبذكره خمسًا من الصحابة إلى رد قول آخرين لا يصح إلا مرسلًا.
قلت: قبل الكلام على بطلان هذا نذكر أن الشارح أتى في الكبير بأعجوبة، فكتب الحكيم بدل الحاكم في الكنى عن أبي بكر الشيرازى، ثم قال: كذا بخط المصنف، فجعل صحابى الحديث هو أبو بكر الشيرازى، والواقع أن المصنف يقول: أخرجه الحاكم في الكنى عن أبي بكر الصديق والشيرازى في الألقاب عن أبي ذر، ثم ما ذكره بعد ذلك باطل من وجوه، الأول: أن كثرة المخرجين لا تفيد قوة، وإنما يفيد القوة كثرة الطرق، فهذا تعدد المخرجون وكانت طريقهم واحدة فألف مخرج كمخرج واحد، ولا فارق أصلًا.
الثانى: أن المؤلف لم يستوعب المخرجين، فقد خرج حديث أبي هريرة أيضًا أبو