خمس وأربعين ومائتين؟! فهل أدرك عمر بن عبد العزيز في القرن الأول وروى عنه، ثم تأخر وفاته إلى أن أدرك هشام بن عمار في القرن الثالث وروى عنه أيضًا وعمره أزيد من مائتى سنة؟! وكان هذا هو السر في كذبه إذ عزا ذلك للذهبى في ذيل الضعفاء, وهو في الميزان الذي يسميه أيضًا الضعفاء.
قال في الكبير: وكذا القضاعى في مسند الشهاب، وخرجه في مسند الفردوس باللفظ المزبور من حديث أبي هريرة.
قلت: القضاعى لم يخرجه في مسند الشهاب بسنده، بل قال [١/ ١٩٨، ١٩٩، رقم ٢٩٩]: روى أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه البيع الحافظ في كتاب فضائل الشافعى:
ثنا أبو على الحسن بن محمد الصغانى ثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه ثنا عبيد اللَّه بن عمر ثنا أبو غسان القاضى ثنا أيوب بن يونس عن أبيه عن إياس بن معاوية عن أنس بن مالك قال:"كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في فسطاط إذ جاء السائب بن عبد يزيد معه ابنه فنظر إليهما النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: من سعادة المرء أن يشبه أباه".
وكذلك الديلمى خرجه في مسند الفردوس [٤/ ٣٠٠ رقم ٦٤٣٠] من طريق الحاكم من حديث أنس لا من حديث أبي هريرة (١).
والظاهر أن الأصل في هذا كلام الثورى: سرقه بعض الرواة منه.
قال أبو نعيم في الحلية [٧/ ٧٢]:
ثنا محمد بن على ثنا إسماعيل بن حمدون الجورسى حدثنا إدريس بن سليمان ابن الزيات ثنا مؤمل قال: قال: سفيان "من سعادة المرء أن يشبهه ولده".
(١) وقد أسنده ولده عن ابن عجلان، عن أبي هريرة موقوفًا، ثم قال: وفي الباب عن أنس.