وقفه فضلا عن كونه الأصح كما افتراه الشارح في الصغير, وزاده من عنده، جهل لا أصل له.
الثالث: أبو إسرائيل الملائى صدوق حسن الحديث، غير متهم كما قال أكثر أئمة الجرح والتعديل, ومن تكلم فيه فلأمرين: أحدهما باعث على الآخر، وأصل فيه، وهو التشيع، فإنه كان شيعيا، وويل لمن عرفوا عنه أنه شيعى، فإنهم أقل ما يلمزونه به الغلط والتفرد وسوء الحفظ كما قالوه في هذا، وكيفما كان الحال فحديثه على شرط الحسن, لأن أصله مخرج في سنن أبي داود وصحيح الحاكم والأسانيد الصحيحة, فما صنعة المؤلف من تحسينه في غاية الصواب، واعتراض الشارح حسد ساقط موضوع.
قلت: هذا كلام مضحك لا معنى له إلا تسويد الورق، فالمصنف ذكر ثلاثة طرق، والشارح أعله برجل واحد، كأنه موجود في جميع طرقه، والواقع أنه موجود في سند حديث أبي هريرة وحده.
قال أبو نعيم [٦/ ٢٧٤]: حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزاز ثنا الحسن بن يحيى الإيلى ثنا عاصم بن مهجع ثنا صالح المرى عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به.
أما حديث سمرة فقال فيه [٨/ ٢١٦]:
حدثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن عبد اللَّه بن أيوب المخرمى ثنا يحيى بن يعلى بن منصور ثنا سلمة بن حفص ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن مبارك ابن فضالة عن الحسن عن سمرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من سره أن يعلم ماله