قلت: هذا كذب على صنيع المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف كما يرمز لأسماء المخرجين، أما كلامهم فغير لازم من جهة، ومن جهة [أخرى] فهو مخالف لاصطلاحه وشرطه في كتابه.
ثم قال الشارح: وذلك لأن فيه سويد بن سعيد وهو ضعيف عن بقية، وهو مدلس عن عمرو بن موسى الدمشقى، قال في الميزان: لا يعتمد عليه، ولا يعرف، ولعله الوجيهى.
قلت: سويد بن سعيد لا يعلل به الحديث لأنه ثقة تكلم فيه بالباطل، ولذلك احتج به مسلم ولو قرن به غيره اتقاء لكلام الناس، وهو ممن اتهمه ابن معين بدون تثبت وتبعه غيره، وبقية ثقة بلا خلاف وإنما هو مدلس، فإذا لم يعنعن وصرح بالتحديث فهو ثقة، وعمر بن موسى هو الوجيهى جزما، وهو كذاب إلا أن هذا الكلام الذي نقله الشارح عن الذهبى في الميزان أن لا وجود له فيه.
والحديث له طريق آخر من حديث جابر بن عبد اللَّه، قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[١/ ١٦٥]:
حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن يعقوب الفسوى ثنا محمد بن الحسن بن الفرج أبو بكر الأنبارى ثنا أبو عيسى مسلم بن عيسى بن مسلم ثنا أبي ثنا سفيان ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حمل سلعته فقد برئ من الكبر".
ورواه القضاعى في مسند الشهاب [١/ ٢٤٧، رقم ٣٩٧] من هذا الوجه أيضًا.