الذهبى، لكن تعقبه الصدر المناوى بأن فيه عندهما يزيد بن سنان ضعفه أحمد وابن المدينى اهـ.
قلت: هذا وهم من الصدر المناوى، تحرف عليه برد بن سنان بالباء الموحدة في برد وبالراء المهملة بعدها دال دون ياء بيزيد بن سنان، أوله ياء بعدها زاى معجمة ثم ياء ثم دال، فالأول ثقة وهو الموجود في سند هذا الحديث، والثانى ضعيف، وكلاهما يروى عن بكير بن فيروز كما في سند هذا الحديث. فالحديث ثابت حسن أو صحيح كما قال الترمذى [٤/ ٦٦٣، رقم ٢٤٥٠] والحاكم [٤/ ٣٠٨، رقم ٧٨٥١] والذهبى والمصنف لا كما وهم فيه جدك المناوى.
وللحديث مع ذلك طريق آخر من حديث أبي بن كعب أخرجه الحاكم في المستدرك [٤/ ٣٠٨، رقم ٧٨٥٢] وأبو نعيم [٨/ ٣٧٧] كلاهما من رواية الثورى عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- به مثله، وراد في آخره:"جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".
قال في الكبير: وفيه هارون بن محمد أبو الطيب، قال في الميزان: قال ابن معين: كذاب، ثم أورد له هذا الخبر.
قلت: لا وجود لهارون بن محمد في سند حديث أبي داود كما سأذكره، وإنما الشارح كان رتب أحاديث الميزان على حروف المعجم، وجعله مصدرا يرجع إليه لمعرفة مراتب الأحاديث، فلما رآى هذا الحديث قد ذكره الذهبى في ترجمة هارون بن محمد، ظن أن أبا داود خرجه من طريقه، فنسبه إليه بدون تحقق من سند أبي داود ولا نظرة فيه، فأخطأ خطأ فاحشا.