أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضى الواسطى ثنا محمد بن شعبة بن خوال ثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشى الأبلى أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن أبي طالب أخبرنى أبو جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن على -عليه السلام- به مثله، وزاد: ثم قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لم يزل جبريل ينهانى عن ملاحاتى الرجال كما ينهانى عن شرب الخمر وعبادة الأوثان"، ولينظر في رجاله.
قال في الكبير: رواه هؤلاء في الجهاد من حديث سهل بن أسعد بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده سهل بن حنيف، ولم يخرجه البخارى واستدركه الحاكم فوهم، وسهل هذا تابعى ثقة واسم أبيه أسعد صحابى ولد في حياة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- وسماه باسم جده لأمه أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكناه بكنيته، وجده سهل بن حنيف شهد بدرا، وليس في الصحابة سهل بن حنيف غيره، ومن لطائف إسناد الحديث أنه من رواية الرجل عن أبيه عن جده اهـ.
ثم بعد هذا قال في الصغير: عن سعد بن حنيف وهو تابعى خلافا لما يوهمه صنيع المؤلف.
قلت: فانظر إلى هذا وتعجب، فلو لم يكن إلا أنه كتب بيده عزو الحديث إلى صحيح مسلم لمنعه ذلك من أن يظن أنه مرسل ويوهم المؤلف بالباطل، فكيف وهو كتب في الكبير سند الحديث وترجم لصحابيه، ولكن حبك الشئ يعمى ويصم، فحبه الانتقاد على المؤلف بالباطل أعماه عن رؤية الصواب.