عياض بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الفهرى، متأخر عن الأول، يروى عن الزهرى وطبقته، وهو وإن قال فيه أبو حاتم: ليس بقوى، فهو ثقة احتج به مسلم فهو من رجال الصحيح أيضًا.
الثالث: وهو من العجائب، أن في السند رجلا مشهور بالضعف، وهو إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، لم يتعرض له الشارح بسوء.
قال ابن ماجه [١/ ٥٥١، رقم ١٧٣١]:
حدثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة عن إسحاق بن عبد اللَّه عن عياض بن عبد اللَّه عن أبي سعيد الخدرى عن قتادة بن النعمان. فأخذ الشارح هشام بن عمار الثقة، ثم طفر الى ابن عياض بن عبد اللَّه الثقة، وترك ما بينهما، وهو إسحاق بن عبد اللَّه الضعيف، وهكذا الفضول ودخول المرء فيما لا يعرف.
قال في الكبير: وفيه عصام بن الوضاح. قال الذهبى: له مناكير، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
قلت: هذا مثل الذي قبله تقريبا، فعصام المذكور روى هذا الحديث عن أحد مشاهير الوضاعين الذين يعرفهم طلبة الحديث وهو سليمان بن عمرو النخعى الوضاع، فترك الشارح تعليل الحديث به وعلله بالراوى عنه، نعم ورد الحديث من غير طريقهما معا من حديث أبي هريرة، وإن كان عصام رواه أيضًا عن سليمان بن عمرو النخعى عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير اليزنى عن أبي هريرة بنفس سند الخطيب الذي روى به حديث سهل بن سعد، قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[٢/ ٣٦٠]: