جيد، فإن البيهقى رواه من حديث محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي هريرة. . . إلخ.
قلت: ما كنت أظن أن الغفلة والجرأة تصل بالشارح إلى حد الانتقاد على شيخ الفن بالجهل والتهور، فالحافظ أورد الحديث من عند أبي الشيخ في كتاب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي قال:
حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الأعرج ثنا الحسن بن الصباح ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
فهذا سند نظيف لا وجود لمحمد ابن مروان السدى فيه بخلاف سند البيهقى، فإنه قال [٢/ ٢١٨، رقم ١٥٨٣]:
[أخبرنا] على بن محمد بن بشران: أنبأنا أبو جعفر الرازى ثنا عيسى بن عبد اللَّه الطيالسى ثنا العلاء بن عمرو الحنفى ثنا أبو عبد الرحمن عن الأعمش به، ثم قال: أبو عبد الرحمن هذا محمد بن مروان السدى فيما أرى، وفيه نظر وقد مضى ما يؤكده اهـ.
فاعجب لغباوة الشارح التي تحمله على الاعتقاد بأن الحافظ قد يغلط مثل هذه الغلطة الفاحشة، لأن محمد بن مروان السدى مشهور يعرفه صغار طلبة الحديث فكيف يخفى أمره على شيخ شيوخ متقنى الفن الحافظ؟!.
قال في الكبير: رمز لحسنه وفيه سعيد بن عبد العزيز، قال الذهبى: نكرة.
قلت: لا شيء من هذا واقع، والحديث أصله في الصحيح (١) وهو معروف وقد ذكره الحافظ الهيثمى في الزوائد وقال: رجاله موثقون فليتق اللَّه الشارح وليترك هذه المغالطات.
(١) البخارى (١/ ١٩٢، رقم ٧٥٦)، مسلم (١/ ٢٩٥، رقم ٣٩٤/ ٣٤).