قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن ابن عدى خرجه وأقره وليس كذلك، فإنه أورده في ترجمة حاتم بن ميمون، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، ثم إن ظاهر كلام المصنف أن ذا مما لم يتعرض أحد الستة لتخريجه وكأنه ذهول، فقد خرجه الترمذى من حديث أنس هذا ولفظه:"من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في يوم مائتى مرة كتب اللَّه له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين".
قلت: فيه أولا: الكذب على ظاهر صنيع المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف، وفيه الكذب على ابن عدى وعلى كتابه والإخبار عنه بخلاف ما هو عليه، فإن كتابه في الرجال الضعفاء لا في تسليم الأحاديث أو ردها، بل لا مسيس لموضوع كتابه بهذا أصلا، فهو مجرد كذب وجهل من الشارح سامحه اللَّه.
وفيه الإيهام وقلب الحقائق وفساد التعبير، فإن قوله: فإنه أورده في ترجمة حاتم بن ميمون قال ابن حبان. . . إلخ، يوهم أن ابن عدى نقل ذلك عن ابن حبان والرجلان متعاصران، وما أرى أحدهما ينقل عن الآخر مطلقا، وهذا الكلام إنما نقله الذهبى عن ابن حبان.