ورواه الترمذى أيضًا من رواية عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه متابعا لأخيه عبد الرحمن، لكنه أرسله.
الثانى: قوله: وذكر القزوينى ما يدل على أن الخبر واه، هكذا أطلق القزوينى ولم يبينه لأنه لم يعرف من هو القزوينى ولا ذكر ما وجه كونه واهيا لأنه رأى ذلك في كلام الناس فنقله كما رأى، والمراد بالقزوينى هو ابن ماجه صاحب السنن، فإن الأقدمين يذكرونه باسم القزوينى، فإنه لما روى هذا الحديث في سننه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه حيث لم يقع له الطريق الآخر، عقبه [١/ ٣٧٥، رقم ١١٨٩] بحديث عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أوتروا قبل أن تصبحوا، ثم قال: قال محمد بن يحيى -يعنى شيخه في الحديث-: في هذا الحديث دليل على أن حديث عبد الرحمن واه اهـ. وهذا غلط من محمد بن يحيى ومن ابن ماجه الذي أقره عليه لأنه لا معارضة بين الحديثين، فحديث أبي نضرة يأمر بإيقاع الوتر قبل الفجر وأن ذلك هو وقته في حالة الاختيار والذكر، وحديث عطاء بن يسار يأمر بصلاته مطلقا ولو بعد الصبح لمن نام عنه أو نسيه، فأى معارضة بين الحديثين حتى يدل أحدهما على وهن الآخر، ومن عدم فهم المحدثين يأتى كلامهم الباطل في الأحاديث.
الثالث: قوله: ورواه الدارقطنى، وقال الغريانى: فيه محمد بن إسماعيل الجعفرى. . . إلخ هذا سند حديث آخر، أما حديث الباب فقال فيه الدارقطنى [٢/ ٢٢]:
حدثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائى ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار به.
ثم قال: حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد ثنا محمد بن إبراهيم السمرقندى