صدوق يهم في الحديث، وكذا وصفه ابن حبان بأنه كان رجلا صالحا إلا أنه يقلب الأخبار، فإذا ثبت صدقه وأنه غير متهم بالكذب، فالحديث حسن لاسيما مع ثبوت الأحاديث في هذا المعنى فقد تواتر حديث:"بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، كما قال المصنف.
وليس في المتن ما يوهم فيه حتى يُغلب جانب وهمه على صدقه، فالحق مع المصنف رحمه اللَّه تعالى.
وقد أخرجه الدارقطنى في الأفراد كما ذكرناه فقال:
حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي الورى ثنا أحمد بن العلاء ثنا عبيد بن حماد عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن أبي رافع عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة به.
قال في الكبير: لفظ أبي نعيم في الحلية عن مسروق بن الأجدع، قال: قال أبو بكر الصديق: "يا رسول اللَّه ما أشد هذه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: المصائب. . . " إلخ، ثم قال أبو نعيم: عزيز من حديث الفضيل، ما كتبته إلا من هذا الوجه: حدثنا عبد اللَّه بن جعفر ثنا أبو السعود أحمد بن الفرات.
قلت: هذا من الطرف الطرف التي يأتى بها الشارح في أوهامه الكثيرة العجيبة المتنوعة، فكلام أبي نعيم [٨/ ١١٩] على الحديث المذكور انتهى عند قوله: ما كتبته إلا من هذا الوجه، وقوله: حدثنا عبد اللَّه بن جعفر هو سند حديث آخر ذكره بعده وهو حديث: "من كذب على متعمد، فليتبؤا مقعده من النار"، وقد أطال فيه، فاقتطع الشارح هذه القطعة منه فكانت أعجوبة من العجائب