فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصى متروك، فرمز المصنف لحسنه لا يحسن، وقال عبد الحق: لا يصح لأن فيه أبا ماجدة، وقال القطان: أبو ماجدة لا يعرف، وغيره: هذا منكر.
قلت: الشارح أشار أولا إلى وجرد هذا الحديث في سنن أبي داود، إذ قال عند قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وهبت خالتى فاختة بنت عمرو غلامًا": في رواية أبي داود: "وأنا أرجو أن يبارك لها فيه"، ثم عند التخريج لم يشر إلى أن حديث عمر عند أبي داود، بل عزاه إلى الدارقطنى، وأبعد بذلك العزو ليبعد التقارب بين قول المصنف: حسن وبين الصواب، لأن في وجود الحديث في سنن أبي داود قوة مع أنه لولا هذا الغرض الفاسد لملأ الدنيا صياحًا بذهول المصنف وغفلته عن كون الحديث في أحد الكتب الستة التي تقرر أنه لا يعزى إلى غيرها مع وجوده فيها أو في أحدها.
والحديث رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل [٣/ ٢٦٧، رقم ٣٤٣٠]: ثنا حماد بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي ماجدة قال: قطعته من أذن غلام أو قطع من أذنى، فقدم علينا أبو بكر حاجًا فاجتمعنا إليه فوقعنا إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن هذا قد بلغ القصاص، ادعوا لى حجاما ليقتص منه، فلما دعى الحجام قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إنى وهبت لخالتى غلاما وأنا أرجو أن يبارك لها فيه، فقلت لها: لا تسلميه حجامًا ولا صائغًا ولا قصابًا".
قال أبو داود [٣/ ٢٦٨، رقم ٣٤٣٢]: روى عبد الأعلى عن ابن إسحاق قال: ابن ماجدة رجل من بنى سهم عن عمر بن الحطاب، ثم قال أبو داود: حدثنا الفضل بن يعقوب ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق قال: حدثنى العلاء بن عبد الرحمن الحرقى عن أبي ماجدة رجل من بنى سهم عن عمر بن