حدثنا الفقيه الحافظ قاضي القضاة أبو على حسين بن محمد الصدفى قراءةً منه علينا قال: ثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذرى إجازة، وأنبأنى شيخنا أبو بكر عن أبيه عنه قال: حدثنا أبو ذر ثنا أبو عبد اللَّه عبيد اللَّه بن محمد اْبى حمدان الحنبلى حدثنى أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت قال: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللَّه الكشِّى البصرى أنا محمد بن أبي بكر المقدمى ثنا محمد بن على السامى ثنا أبو عمران الجونى قال: قال عمر بن عبد العزيز: لأجلدن في الشراب كما فعل جدّى عمر بن الخطاب ثم أمر صأحب عَسَهِ وضمّ إليه صاحب خبر وقال لهما: إن وجدتما سكرانًا فأتيانى به، قال: فطافا ليلتهما حتى انتهيا إلى بعض الأسواق فإذا هما بشيخ حسن الشيبة بهى المنظر عليه ثياب حسنة مثلوِّث في ثيابه سكرًا وهو يتغنّى:
سقوْنى وقالوا لا تغنَّ ولو سقوا ... جبال حنين ما سقوْنى لغنَّتِ
فحركاه بأرجلهما وقالا له: يا شيخ أما تستحى هذه الشيبة الحسنة من مثل هذه الحال؟!، فقال: ارفقا بي فإن إخوانا أحداث الأسنان شربت عندهم ليلتى هذه فلما عمل الشراب في أخرجونى فإن رأيتما أن تعفوا عنّى فافعلا، فقال صاحب العسس لصاحب الخبر: اكتم على أمره حتى أطلقه، قال: قد فعلتُ، قال: انصرف يا شيخ ولا تعد، قال: نعم وأنا تائب، فلما كان في الليلة الثانية طافا حتى انتهيا إلى الموضع فإذا هما بالشيخ على مثل حالته في المرة الأولى وهو يتغنّى: