قلت: ما أشد جهل هذا الرجل بالحديث ورجاله، فأبو كريب المذكور في سند هذا الحديث هو شيخ ابن ماجه، وهو أبو كريب محمد بن العلاء الثقة المشهور، أحد شيوخ الأئمة الستة كلهم، ما أظن أحدا من أهل العلم سمع من الحديث شيئًا ولو شمائل الترمذى إلا وهو يعرف هذا الرجل وأنه من كبار الثقات، ثم إن الذي قصده الشارح اسمه أبو كريب بفتح الكاف وكسر الراء بخلاف الذي في سند الحديث فإنه بضم الكاف وفتح الراء مصغرًا، ثم أيضًا المذكور في السند من شيوخ الستة وهو شيخ ابن ماجه في الحديث [٢/ ٩٩١، رقم ٢٦٣٧] وأبو كريب المجهول قديم يروى عن ابن عمرو، فما هذه الطامات؟ نعوذ باللَّه من الخذلان.
أما رشدين بن سعد فمختلف فيه، وحديثه حسن على رأى من وثقه لا سيما مع الشواهد.
قال في الكبير: ورواه ابن شاهين باللفظ المزبور عن أبي هريرة، وكذا الطبرانى في مسند الشاميين.
قلت: ابن شاهين لم يروه باللفظ المزبور، بل قال [٢/ ٢٠٩، رقم ١٨٦]:
حدثنا على بن الفضل البلخى ثنا إسماعيل بن محمود بن زاهر الجوهرى ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا بشر بن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار".