يجد إلا أن يلقى في مخلاته حجرا، أو حزمة حطب، فإن ذلك مما يعجبهم".
ورواه أبو الوليد بن الفرضى في تاريخ الأندلس فقال:
أخبرنا أبو زكريا العوينى ثنا الحسن بن رشيق أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور المرادى الأندلسى ثنا أبو إسماعيل الأبلى حفص بن عمر به مثله، قال أبو الوليد: هذا حديث باطل.
قلت: والبلاء فيه من حفص بن عمر فإنه متروك، يروى الأباطيل عن الثقات.
وقد رواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمته [١/ ٢٥٩]، فقال: أخبرنا مكحول ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا حفص بن عمر الأُبلى به.
وأما حديث ابن عمر، فقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [٢/ ٣٣٨]:
حدثنا أبي ثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق المدينى ثنا الهيثم بن بشر بن حماد الأزدى ثنا أبو صالح إسحاق بن نجيح عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا، وليضع في خرجه ولو حجرا" إسحاق بن نجيح هو الملطى، وهو كذاب وضاع، بل من مشاهير الوضاعين.
وأما حديث أبي الدرداء فذكره المصنف بعد هذا وعزاه لابن عساكر، قال الشارح: وإسناده ضعيف لكنه يقوى بما قبله اهـ.
وهو كلام مجرد عن التحقيق، فإن ما كان من رواية الكذابين والمتهمين بالوضع لا يقوى بعضه بعضا، لأنهم يغيرون على الموضوعات فيسرقونها ويركبون لها الأسانيد، فلا تزيد الحديث إلا وهنا.