أنا معمر عن قتادة عن أبي رجاء العطاردى قال: جاء عمران بن حصين إلى امرأته من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: حَدِّثْنَا ما سمعت من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: إنه ليس بعين حديث فأغضبته، فقال:"سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول" فذكره.
وأما رواية سلم بن زرير الأولى -أعنى عن عمران وحده- فرواها البخارى في الصحيح [٨/ ١١٩، رقم ٦٤٤٩] في كتاب الرقاق: ثنا أبو الوليد ثنا سلم بن زرير ثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين به، ثم قال البخارى: تابعه أيوب وعوف، وقال: صخر وحماد بن نجيح عن أبي رجاء عن ابن عباس.
فعزا الحافظ متابعة أيوب للنسائى في الكبرى وبين الاختلاف عليه فيه أيضًا.
وأما رواية الباقين فرواها عنهم أبو داود الطيالسى [ص ١١٢، رقم ٨٣٣] مرة أخرى فقال:
حدثنا أبو الأشهب وجرير بن حازم وسلم بن زرير وحماد بن نجيح وصخر ابن جويرية عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وابن عباس رضي اللَّه عنهما قالا:"قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فذكره.
ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق أبي داود الطيالسى ثم قال [٢/ ٣٠٨]: ورواه أيوب السختيانى ومطر الوراق عن أبي رجاء عن ابن عباس من دون عمران مثله اهـ.
وهذه -أعنى رواية الطيالسى- عن هؤلاء صريحة في أن الحديث عند أبي رجاء عنهما معا وأن الرواة يختصرون فيقتصرون مرة على هذا ومرة على هذا.