والقصة إليه من ضعفه، وإنما هى من رواية أبي سعيد الخدرى، ومع هذا فانتقاد الشارح ساقط بل لا معنى له أصلا كما عرفت، وسيعود إلى مثل هذا كثيرا، لأنه شغوف بالتعقب على المصنف بالحق أو بالباطل.
٥٧٠/ ١١٦٢ - "أعْطُوا السَّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ". (عد) عن أبي هريرة
قال الشارح في الكبير: وقضية صنيعه أن ابن عدى خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، فإنه أورده في ترجمة عمر بن يزيد الأزدى وقال: منكر الحديث.
قلت: الشارح لا يمل من هذا الهذيان الباطل فابن عدى له كتاب الكامل في الضعفاء من الرجال لا في الأحاديث، وفي الترجمة يورد المتون التي انفرد بها الراوى والتى يستدل بها على ضعفه، وعزو الحديث لابن عدى وأمثاله ممن ألف في الضعفاء خاصة والعقيلى وابن حبان يؤذن بأن الحديث ضعيف كما صرح به المصنف في خطبة الجامع الكبير الذي هو أصل هذا الكتاب.
ثم لا يخفى ما في قوله: فإنه أورده في ترجمة عمر بن يزيد الأزدى وقال: منكر الحديث، إذ هو زعم أن ابن عدى لم يسكت على الحديث بل تكلم عليه، ثم نقل أنه تكلم على راويه لا عليه، وذلك هو موضوع الكتاب -أعنى الكلام على الرواة- فهل أتى بفائدة زائدة سوى الهذيان؟
ثم اعلم أن ابن عدى ذكر هذا الحديث من ثلاثة طرق في ثلاثة تراجم، الأول [٥/ ٢٩]: في ترجمة عمر بن يزيد الأزدى المدائنى من روايته عن عطاء عن أبي هريرة.
الثانية [٥/ ٢٣٨]: في ترجمة عاصم بن سليمان التميمى الكوزى من روايته عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا: "أعط السائل