ولم أعبأ بتهديداته ولم ألتفت لإرجافاته، فما زاده ذلك إلا خوفًا وهلعًا فسعى إلى كل طريق غير مشروع ليحول بيني وبين ما عزمت عليه، وما قصر في إلحاق الإذاية بنا بطرق ساذجة عاف عليها الزمن، يستحي من فعلها صغار الذراري، وكأنني لست بمسلم وليس لي حرمة المسلمين (١).
ولكن اللَّه عامله بخلاف مقصوده، وتم العمل على أحسن وجه وللَّه الحمد على ما أنعم وأسبغ.
وبعد، فإن جميع حقوق طبع كتاب "المداوي" ثابتة لدار الكتبي بموجب الإذن العام الممنوح لنا من قبل فضيلة الشيخ/ عبد اللَّه بن الصديق، وبموجب العقد المبرم مع ورثة الحافظ أحمد بن الصديق.
وما كنت أحب الخوض في هذا لولا أن تأكد لي رغبة من رغب في شن الحرب، وما اعتدينا ولكن الظالم اعتدى، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون ..
مصطفى صبري
(١) والعجب من مرتزقة اليوم كيف ساغ لهم التمحل في العلم الشريف غرض نشره، وهم غاية مقصودهم جمع المال بأي وسيلة كانت، يتحيلون في ذلك الحيل ويسلكون كل مسلك مشروع وغير مشروع، ويكيدون المكائد، ويتناحرون، و. . . و. . . و. . . فأي شرف في ذلك؟! خيب اللَّه سوقهم جميعًا، فهم أصدق مثال لحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش".