ثم قال: مرحبا بكم وحياكم اللَّه وحفظكم اللَّه، آواكم اللَّه، ونصركم اللَّه، رفعكم اللَّه هداكم اللَّه، رزقكم اللَّه، وفقكم اللَّه، سلمكم اللَّه، قبلكم اللَّه" في كلام بارد، مثل هذا لا يجوز لمسلم اعتقاد نطق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- به لسخافته، ثم ما معنى أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابه أن يقرءوا السلام على من لقوه من أمته الأول فالأول إلى يوم القيامة؟ فإن كان لاعتقاده عيشهم إلى يوم القيامة فقد صح عنه أنه "على رأس [كل] مائة سنة لا يبقي ممن هو على ظهر الأرض أحد"، وإن كان ذلك باعتبار طبقات الأمة فهو أمر متعذر، ثم لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين والسلف الصالح أنه بلغ ذلك السلام، وفيه من تعيين غاسله وما يكفن فيه ومن يصلي عليه وكيفية ذلك ما يشهد بكذبه اختلاف الصحابة في جميع ذلك عند انتقاله، ولو كان عندهم أمر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك قبل انقاله بشهر أو بست لما وقع منهم اختلاف، وبالجملة فلا يشك عالم بالسنة في وضعه وكذبه، فلا يغتر بكلام النور الهيثمي في "مجمع الزوائد"، ولا ينقل صاحب "منار الإسعاد في طرق الإسناد" عن النجم الغيطي أنه قال: حديث حسن باعتبار طرقه وثقة رجاله سوى الحسن العرني، لكنه توبع عن مُرَّة من غير وجه، والأسانيد عن مُرَّة متقاربة كما قال البزار اهـ. فكل ذلك لا أصل له.
٦٨٧/ ١٣٥٣ - "أقْطَفُ القَوْمِ دابَّةً أمِيرُهم". (خط) عن معاوية بن قرة مرسلًا
قلت: لهذا الحديث عند مخرجه الخطيب قصة فأخرجه من طريق علي بن خشرم:
أخبرنا عيسى بن يونس عن شبيب بن شيبة قال: "كنت أسير في موكب أبي جعفر أمير المؤمنين فقلت: يا أمير المؤمنين رويدًا فإني أمير عليك، قال: ويلك أمير عليَّ؟!، قلت: نعم، حدثني معاوية بن قرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أقطف القوم دابة أميرهم، فقال أبو جعفر: أعطوه دابة فهو أهون علينا من أن