قال الشارح في ترجمة عبد الرحمن بن عبيد الهاشمي: ابن عساكر عن ابن عباس.
قال في الكبير: قال الخطيب -فيما حكاه ابن الجوزي-: تفرد به عبيد اللَّه بن موسى، وقد ضعفوه اهـ. وقال ابن عساكر: قال العقيلي: حديث غير محفوظ، وفي الميزان عنه: حديث منكر، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة اهـ. وجزم الصاغاني بوضعه، ولم يستدركه عليه العراقي وحكم المؤلف في الدرر بأنه منكر.
قلت: فيه أمور، الأول: هذا الحديث باطل جزمًا ولم يكن في زمنه -صلى اللَّه عليه وسلم- شهود مخصوصون للشهادة حتى يأمر بإكرامهم ولا تخصص قوم للشهادة إلا بعده -صلى اللَّه عليه وسلم- بقرون.
الثاني: لم يخرج الخطيب هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن بن عبيد كما زعم الشارح، بل خرجه في موضعين [٥/ ٩٤، ٦/ ١٣٨]: أولهما في ترجمة أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن العلاف، وثانيهما في ترجمة إبراهيم ابن عبد الصمد الهاشمي.
الثالث: قوله: قال الخطيب: تفرد به عبيد اللَّه بن موسى هكذا وقع في الشرحين عبيد اللَّه بن موسى وهو تحريف والصواب عبد الصمد بن موسى، ولفظ الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عبد الصمد بن موسى الهاشمي بهذا الإسناد.
الرابع: قوله: قال العقيلي: حديث غير محفوظ، وفي الميزان: حديث منكر ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة اهـ. -يفيد أنهم سكتوا عن الحديث وليس كذلك، بل مراد الذهمي أنهم سكتوا عن راويه، فقال في الميزان [٢/ ٦٢٠]: عبد الصمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس الهاشمي الأمير عن أبيه بحديث: "أكرموا الشهود"، وهذا منكر وما عبد الصمد بحجة، ولعل