قلت: هذا باطل فإن اللفظ الذي أورده المصنف ما فيه عثمان بن عمير، قال أحمد [٤/ ٣٥٩]:
حدثنا إسحاق بن [يوسف](١) ثنا أبو جناب واسمه يحيى بن أبي حية عن زاذان عن جرير بن عبد اللَّه قال: "خرجنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما برزنا من الدينة إذا راكب يوضع نحونا" فذكر قصة وفي آخرها: "فجاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى جلس على شفير القبر، فقال: الحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا".
ورواه أيضًا عن عفان ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن زاذان عن جرير به.
وأما الطريق الذي فيه عثمان بن عمير فقال أحمد [٤/ ٣٥٧]:
حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي عن زاذان عن جرير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللحد لنا والشق لأهل الكتاب".
ومن هذا الوجه رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن موسى السدي عن شريك عن أبي اليقظان به بلفظ:"اللحد لنا والشق لغيرنا"، ولهذا لم يعزه المصنف إليه هنا، والشارح لم يعرف أن ابن ماجه خرجه [و] إلا لسود الورق بانتقاده البارد السمج المألوف.
قلت: من العجيب أن الطبراني خرج هذا الحديث في الأوسط وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد [٣/ ٤٢]، وقال: رجاله موثقون وفي بعضهم كلام، والشارح كثير النقل عن مجمع الزوائد، فلم يتعقب المصنف بذلك التعقب