للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: الذي في نسختنا من الترمذي [رقم ٣٥٢٥] أنه قال: غريب فقط وهو الصواب، لأنه صحح إرساله فرواه من طريق مؤمل عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال: غريب وليس بمحفوظ، وإنما يروى هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهذا أصح، والمؤمل غلط فيه فقال: عن حميد عن أنس ولا يتابع فيه اهـ.

قلت: وليس كذلك فما غلط فيه ولا تفرد به بل توبع عليه كما سأذكره.

وهكذا رواه أبو يعلى عن أبي يوسف الحربي عن مؤمل بن إسماعيل ثم قال: غلط فيه المؤمل والصحيح ما رواه أبو سلمة: ثنا حماد عن ثابت وحميد عن الحسن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اهـ.

وهذا المرسل رواه ابن أبي حاتم في العلل [٢٠٠٣، ٢٠٦٩] عن أبيه عن أبي سلمة قال:

ثنا حماد عن ثابت وحميد وصالح المعلم عن الحسن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: وهذا الصحيح وأخطأ مؤمل اهـ.

قلت: التقليد أضر بالمحدثين كما أضر بالفقهاء، وفتك بالعقول كما فتك بالأديان، فكل منهم يقول: أخطأ فيه مؤمل بدون حجة ولا برهان بل تقليد الأول قائِل قال ذلك، فإن مؤملًا لم ينفرد بوصله حتى يحكم عليه بالخطأ بل توبع عليه، قال ابن السبط في فوائده:

أخبرنا أبو الخطاب الحسين بن حيدرة ثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا علي بن حرب ثنا روح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- به.

والعجب أن ابن أبي حاتم سأل أباه عن رواية مؤمل وروح فأجاب بأن مؤملًا أخطأ فيه وسكت عن رواية روح.

ومع هذا فله طريق أخرى موصولة عن أنس وهي وإن كانت ضعيفة إلا أنها

<<  <  ج: ص:  >  >>