وقوله:(وكقول آخر في كتابه: عضب عارض ألم ألم، فأنهيته عذراً): لا أعلم هذا الكتاب لمن هو. ورأيت في بعض الحواشي المعلقة، أنه أحمد بن شريح الكاتب، ولا أعلم من أحمد بن شريح هذا. ومعنى عضب: قطع. والألم: المرض. وعارضه: ما يعرض للمريض منه. وألم: نزل.
وقوله:(فأنهيته عذرا): أي جعلته النهاية في العذر.
والمخاطب بهذا رجل كان كلفه أمراً فضمن له السعي فيه، فقطع به عن ذلك مرض أصابه، فكتب إليه يعتذر من تأخر سعيه بالمرض الذي عاقه عنه. وقد ذكر ابن قتيبة هذا الكلام في آلة الكتاب، وغير ذلك من كتبه، فلم يسم قائله من هو. والبسطة: السعة والانبساط في العلم وغيره.
وقوله:(طغيان في القلم) كذا وقع في النسخ. وكان أبو علي البغدادي يقول: حفظني طغيان القلم. والعرب تختلف في تصريف الفعل من الطغيان. فمنهم من يقول: طغيت يا رجل. ومنهم من يقول طغوت بالواو. ولم يختلفوا في الطغيان أنه بالياء. ومنهم من يكسر الطاء فيقول: الطغيان حكى ذلك الفراء.
وقوله:(ونستحب له أن ينزل ألفاظه في كتبه): تنزيل الكلام. ترتيبه، ووضع كل شيء منه في مرتبته اللائقة به. وذكره في الوقت الذي ينبغي أن يذكر فيه. قال الله تعالى {وَنَزَلْناهُ تَنْزِيلا}.