وقوله (إلى الأكفاء والأستاذين): الأكفاء: النظراء، واحدهم: كفء، بضم الكاف وتسكين الفاء، وكفء وكفء بفتح الكاف وكسرها مع سكون الفاء. وكنمو بضم الكاف، وكفى على مثال نبئ وكفاء، على مثال رواء. والأستاذ: لفظة فارسية عربتها العرب. والفرس يرفعونها على العالم بالشيء، الماهر فيه، الذي يبصر غيره ويسدده. ومثلها من كلام العرب الرباني: وهو العالم المعلم. قال الله تعالى {ولَكِنْ كونُوا رَبَّانِيِّينَ}.
وقوله (وليس يفرقون بين ما يكتب إليه: أنا فعلت وبين من يكتب إليه: ونحن فعلنا ذلك) كذا الرواية عن ابن قتيبة.
وقال أبو علي البغدادي: والصواب بين من يكتب عن نفسه: (أنا فعلت)، وبين من يكتب عن نفسه:(ونحن فعلنا) لأن هذا أمر يخص الكاتب دون المكتوب إليه. والذي قاله أبو علي: هو الصحيح الذي لا مدفع فيه، وإن كان قول ابن قتيبة قد يمكن أن يوجه له وجه يصح به، إذا حمل عليه. وذلك أن الكاتب لا ينبغي له أن يكتب عن نفسه، نحن فعلنا ذلك، إلا إلى من هو كفء له في المنزلة، أو من هو دونه في المرتبة، ولا يجوز أن يكتب بذلك إلى من يعظمه ويوقره، إنما ينبغي له أن يصعر نفسه، ويضع منها. فإذا حمل التأويل على هذا، صح قول ابن قتيبة.
وإنما جاز للرئيس وللعالم أن يقولا عن أنفسهما: نحن نقول كذا، ونحن نفعل كذا، لأن الرئيس يطاع أمره، وله أتباع على مذهبه ورأيه.