وقد قدمنا في صدر كتابنا هذا اختلاف المتقدمين من العلماء والمتأخرين في أقسام المعاني كم هي؟.
وقوله (فأسجح): أي أرفق وسهل. ومنه قول عقيبة الأسدي:
معاوى إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وقوله (وإذا سألت فأوضح) أي بين سؤالك. وقوله (وإذا أمرت فأحكم): كذا رويناه (مقطوع الهمزة، مكسورة الكاف)، وفي بعض النسخ فاحكم (موصول الألف، مضموم الكاف)، وكلاهما صحيح، لأنه يقال: حكمت الرجل وأحكمته: إذا أدبته وعلمته الحكمة. واشتقاق ذلك من قولهم: حكمت الدابة وأحكمتها: إذا جعلت لها حكمة، لأن الحكمة تمنع متعلمها من القبيح، كما تمنع الحكمة الدابة من الاضطراب والنزق، ومنه قيل: أحكمت الشيء: إذا أتقنته. وحكم الرجل يحكم: إذا صار حكيماً.
قال النمر بن تولب:
وأحبب حبيبك حباً رويداً ... فليس يعولك أن تضرما
وأبغض بغيضك بغضاً رويدا ... إذا أنت حاولت أن تحكما
وعلى هذا تأويل قول النابغة:
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام شراع وارد الثمد