ولا بأس باستعمال الشعر في الرسائل اقتضابا وتمثلاً. وإنما يحسن ذلك في مكاتبة الأكفاء، ومن دونهم، ويكره ذلك في مخاطبة الرؤساء، والجلة من الوزراء، لأن محلهم يكبر عن ذلك، إلا أن يكون الشعر من قرض الكاتب. فإن ذلك جائز له. وقد تسامح الناس في تلك، وخالفوا الرتبة القديمة.
ويحتاج الكاتب إلى معرفة مراتب المكاتبين عند من يكتب عنه، وما يليق بهم من الأوعية والعنوانات، على حسب ما تقتضيه مرتبة مخدومة بين مراتبهم، فينزل كل واحد منهم مرتبته اللائقة به.
ومراتب المكاتبين ثلاث: مرتبة من فوقك. ومرتبة من هو مثلك، ومرتبة من هو دونك. والمرتبة العليا تنقسم ثلاثة أقسام: فأعلاها مرتبة الخليفة ووزيره، ومن كان نظير الوزير عنده. ثم مرتبة الأمراء ومن جرى مجراهم، ممن هو دون الوزراء. ثم مرتبة العمال وأصحاب الدواوين. كذا قال ابن مقلة.
والواجب أن تجعل للخليفة مرتبة أرفع من كل مرتبة، وألا يشاركه فيها وزير ولا غيره.
والمرتبة الوسطى تنقسم ثلاثة أقسام أيضاً: فأعلاها: مرتبة الشريف من الأصدقاء، والعالم. والثانية: مرتبة الشيخ من الإخوان، الذي يجب توقيره، وإن لم يكن شريف ولا عالماً. والثالثة: مرتبة الصديق إذا خلا من هذه الأحوال.
والمرتبة السفلى تنقسم ثلاثة أقسام أيضاً: فأعلاها مرتبة من قرب محله