من محلك. والثانية: مرتبة من لك رياسة عليه، ووليت عملاً هو من XXX فيه. والثالثة: مرتبة الحاشية، ومن جرى مجراهم من الأولياء والخدم.
ولكل طبقة من هذه الطبقات، مرتبة في المخاطبة، ومنزلة متى زيد عليها، أو قصر به عنها، ووقع في الأمور الخلل، وعاد ذلك بالضرر. وذلك أن الرئيس إذا قصر به عما يستحقه، أغضبه ذلك وأحنقه. والتابع متى زيد على استحقاقه أطغاه ذلك وأكفره. إلا أن يكون قد فعل في الخدمة ما يقتضي التنويه به ورفعه عن تلك المنزلة إلا منزلة أعلى منها.
وليس في هذه الطبقات من لا تعاب الزيادة في مخاطبته إلا الصديق وا لحبيب، فكل ما تخاطب به مما يمكن المودة، ويوطد الألفة، فإنه حسن وصواب.
فينبغي للكاتب أن ينزل كل واحد من هذه الطبقات في مرتبة تليق به، على قدر منزلته منه، وعلى ما جرت به عادة الكتاب في زمانه. فإن العادات تختلف اختلاف الأزمنة، فيستحسن أهل كل زمان لا يستحسنه غيرهم.
وللنساء مراتب في مخاطبتهن، ينبغي للكاتب أن يعرفها، فمن ذلك أنه لا ينبغي للكابت أن يدعو لهن بالكرامة، ولا بالسعادة، لأن كرامة المرأة وسعادتها موتها عندهن. ولا يقال لواحدة منهن: أتم الله نعمه عليك، لأنهن ينكرن أن يكون شيء عليهن. ولا يقال: جعلني الله فداءك، ولا قدمني إلى الموت قبلك، لأن هذا يجري مجرى المغازلة. ولا يقال لوا حدة منهن: بلغني الله أملي فيك لاستقباحهن أن يكون شيء فيهن.