ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقال آخر:
رأيت لسان المرء عنوان قلبه ... ورائده فانظر بماذا تعنون
والعلوان (باللام): مشتق من العلانية. والعنوان (بالنون): مشتق من عن الشيء يعن: إذا عرض. فالواو على هذا زائدة، ووزنه فعوال. وقد قيل: إنه مشتق من قولهم: عنت الأرض تعدو: إذا ظهر فيها النبات. ويقوى هذا القول ما ذكرناه من قولهم: عنوت الكتاب وعنيته فيلزم على هذا أن يكون عنواناً (فعلاناً)، وتكون الواو أصلاً، والنون زائدة، وهو عكس القول الأول. ويلزم على هذا أن يكون اللام في علوان بدلاً من النون، كما قالوا جبريل، وجبرين. وأما من قال: عننته، وعننته بالنون، فلا يكون في هذه اللغة إلا من عن يعن: إذا عرض، وتكون الواو في عنوان زائدة، واللام في علوان بدلاً من النون، ولا يصح غير ذلك.
ومن قال: عنته أعونه، على مثال صغته أصوغه، فإنه مقلوب من عنوته.
وقال قوم: إن العنوان مشتق من العناية بالأمر، لأن الكتب في القديم كانت لا تطبع، فلما طبعت وعنونت، جعل القائل يقول من عنى بهذا الكتاب؟ ولقد عنى كابته به. وهذا الاشتقاق لا يصح إلا على لغة من يقول: عنيان (بالياء) ولا يليق بسائر اللغات.