(قال المفسر): قد فسر ابن قتيبة هذا البيت في كتابه الموضوع في معاني الشعر، وقال: أراد زيادة في خلقها. وحكى ذلك عن الرياشي: وهذا قول صحيح وإن كن غير بين وإنما أراد الرياشي أن الشاعر لم يرد أن لها ثماني جواعر على الحقيقة، وإنما أراد أن مؤخرها لسعته وعظمه، كان يحتمل أن تكون فيه ثماني جواعر، والعرب قد تخرج الأمر الممكن مخرج الحقيقة، فيقولون: جاء بجفنة يقعد فيها ثلاثة رجال. وليس المراد أنه جاء بها وفيها ثلاثة رجال على الحقيقة. وإنما المراد أنها لسعتها لو قعد فيها ثلاثة رجال وسعتهم، ونظير ذلك قول عطية بن عوف بن الخرع:
لها حافر مثل قعب الوليد تتخذ الفأر فيه مغارا
[١٢] مسألة:
قال ابن قتيبة: ومن ذلك (الفقير والمسكين) .. إلى آخر كلامه.
(قال المفسر): هذه المسالة قد تنازع فيها الناس، فقال قوم: الفقير، أحسن حالاً من المسكين، لأن الفقير الذي له بلغة من العيش، والمسكين هو الذي لا شيء له، واحتجوا بقول الراعي:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سيد