وضعت على موضع الحز الجرير، وعليه وتر ملوي لتذله وتروضه.
فيكون الفقير إنما سمي فقيراً، لأن الدهر أذله، وفعل به ما يفعل بالبعير الصعب. احتجوا أيضاً بأبيات أنشدها ابن الأعرابي، وهي من أعظم حجاجهم وهي:
هل لك في أجر عظيم تؤجره ... نغيث مسكيناً كثيراً عسكره
عشر شياه سمعه وبصره ... قد حدث النفس بمصير يحضره
قالوا: فجعل له عشر شياه وهذا لا حجة فيه عندنا، لأنه لم يرد أن له عشر شياه، وإنما المعنى: عشر شياه سمعه وبصره لو وهبت له، فحذف ما لا يتم الكلام إلا به، لعلم السامع بما أراد، كما قالت ميسون بنت بحدل:
للبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوف
والمعنى: من لبس الشفوف دون قرة عين. ويجوز أن يريد ملك عشر شياه أو هبة عشر شياه، فحذف المضاف.