للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله تعالى مقام، ولا هو من صفاته تعالى، وإنما أراد: مقامه عندي.

ومن ذلك قول الفرزدق:

وأنتم لهذا الناس كالقبلة التي ... بها أن يضل الناس يهدي ضلالها

في قول من جعل الضمير عائداً إلى القبلة، لا إلى الناس، ولا ضلال للقبلة، وإنما الضلال للمضلين إليها. فهذا وجه.

والوجه الثاني: أن يكون الله تعالى سماهم مساكين على جهة الترحم، الذي تستعمله العرب في قولهم: مررت بزيد المسكين، فيسمونه مسكيناً إشفاقاً وتحننا، وليس بمسكين في الحقيقة.

ويبين هذا ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مسكين مسكين: رجل لا أهل له. قالوا: يا رسول الله، وإن كان ذا مال. قال وإن كان ذا مال.

ولم يقع الخلاف بيننا في المسكين الذي يستعمل مجازاً على وجه التمثيل، وإنما وقع الخلاف في المسكين على الحقيقة، وأما احتجاجهم بأن الفقير هو المكسور الفقار، فليس فيه أيضاً حجة؛ لأنه يجوز أن يكون مشتقاً من قوله: فقرت أنف البعير: إذا حززته بحديدة، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>