للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإنسان الرحيل والانتقال، فلا يبرح. وتسمى أعمال البر والخير عقداً، لأنها ذخائر يجدها الإنسان عند الله تعالى. ويعتقد بها الملك عنده: أي يستوجبه ويناله. والملكوت: الملك. أي زهد الناس في أعمال البر التي ينالونه بها المراتب عند الله تعالى.

وقوله: (فأبعد غايات كاتبنا في كتابته: أن يكون حسن الخط، قويم الحروف). يريد أن الكاتب ينبغي أن تكون له مشاركة في جميع المعارف لأنه يشاهد مجالس الملوك، التي يحضرها خواص الناس وعلماؤهم، ويتحاورون فيها، في أنواع المحاورة، وأصناف المذاكرة. فلشدة زهادة الناس في العلم ورغبتهم عنه، قد صارت غاية الكاتب أن يحسن الخط، ويقيم حروف الكتابة فإذا صار في هذه المرتبة، زها بنفسه، وظن أنه فاق أبناء جنسه.

وقوله: (وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشعر أبياتاً في مدح قينة أو وصف كأس). يريد: أن الأدب له غرضان:

أحدهما: يقال له الغرض الأدني. والثاني: الغرض الأعلى. فالغرض الأدنى أن يحصل للمتأدب بالنظر في الأدب والتمهر فيه قوة يقدر بها على النظم والنثر. والغرض الأعلى: أن يحصل للمتأدب قوة على فهم كتاب الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته. ويعلم كيف تبنى الألفاظ الواردة

<<  <  ج: ص:  >  >>