للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في القرآن والحديث بعضها على بعض، حتى تستنبط منها الأحكام، وتفرع الفروع، وتنتج النتائج، وتقرن القرائن، على ما تقتضيه مباني كلام العرب ومجازاتها، كما يفعل أصحاب الأصول.

وفي الأدب لمن حصل في هذه المرتبة منه أعظم معونة على فهم علم الكلام، وكثير من العلوم النظرية. فقد زهد الناس في علم الأدب، وجهلوا قدر الفائدة الحاصلة منه، حتى ظن المتأدب أن أقصى غاياته أن يقول أبياتاً من الشعر.

والشعر عند العلماء أدنى مراتب الأدب، لأنه باطل يجلى في معرض حق وكذب يصور بصورة صدق. وهذا الذم إنما يتعلق بمن ظن صناعة الشعر غاية الفضل، وأفضل حلى أهل النبل، فأما من كان الشعر بعض حلاه، وكانت له فضائل سواه، ولم يتخذه مكسباً وصناعة، ولم يرضه لنفسه حرفة وبضاعة، فإنه زائد في جلالة قدره، ونباهة ذكره.

(وأبيات): تصغير أبيات. ويروى (أبياتاً) على التكسير. والتصغير هاهنا: أشبه بغرضه الذي قصده، من ذم المتأدبين. والقينة: المغنية. وقد قيل: إنه اسم يقع على كل أمة، مغنية كانت أو غير مغنية. واشتقاقها من قولهم: قنت الشيء وقينته: إذا زينته بأنواع الزينة. واقتانت الروضة: إذا ظهرت فيها أنواع الأزهار. والكأس: الإناء بما فيه من الخمر. ولا يقال للإناء وحده دون خمر كأس، كما لا يقال مائدة حتى لا يكون عليها طعام، وإلا فهي خوان. ولا يقال قلم حتى يكون مبرياً، وإلا فهو قصبة وأنبوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>