وإنما لزم أن يجيء المفعول من هذا الباب على صيغة لفظ الفاعل، لأن الفعل ينسب غليه، كنسبته إلى الفاعل. فيقال: رجل ذو رضا، وعيشة ذات رضا ورجل ذو دفق للماء، وماء ذو دفق. فلما تساويا في نسبة الفعل إلى كل واحد منهما على صورة واحدة، وجب أن تكون صيغة اسميهما واحدة.
ونظير تساوى الفاعل والمفعول في الاسم المصوغ لهما يساويهما في نسبة الفعل إليهما، تساويهما في الإعراب، حين تساويا في إسناد الحديث إليهما. فقالوا: ضُرب زيد، فرفعوه وهو مفعول، حين حدثوا عنه كما تحدث عن الفاعل. وكذلك مات زيد، وضرب الضرب، والضرب لا يُضرب، وعلى هذا المجرى كلام العرب. قال علقمة
فظل الأكف يختلفن بحانذ ... إلى جؤجؤ مثل المداك المخضب
يريد اللحم المحنوذ (وهو المشوى) وقال آخر:
لقد عيل الأيتام طعنة ناشره ... أناشر لا زالت يمينك آشره
أي مأشورة. وقد حكى الهروي في الغريبين أنه يقال: مغلب فيهما جميعاً، وهذا موافق للقياس، ومخالف لما زعمه يونس.
[٤] مسألة:
وقال في هذا الباب: (بات فلان يفعل كذا وكذا: إذا فعله