(قال المفسر): قد قال هذا كثير من اللغويين، وليس بصحيح عند التأمل. وإنما ينبغي أن يُقال: إن ظل أكثر ما يستعمل بالنهار. وأما القطع على أنه لا يستعمل إلا بالنهار، فدعوى مفتقره إلى دليل، وقد وجدنا ظل مستعملاً في أمور لا تختص نهاراً دون ليل. فمنها قوله تعالى (فظلتم تفكهون). وقوله:(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فهذا لا يختص وقتاً دون وقت، وكذلك قول مسكين الدرامي.
وفتيان صدق لست مطلع بعضهم ... على سر بعض غير أني جماعها
يظلون شتى في البلاد وسرهم ... إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها
وقال رؤبة:
ظل يقاسي أمره أمبرمه ... أعصمه أم السحيل أعصمه
[٥] مسألة:
وقال في هذا الباب:(لا يقال راكب إلا لراكب البعير خاصة).
(قال المفسر؛ قد تقدم الكلام على هذا في باب أسماء الجماعات، فأغنى عن إعادته هاهنا.