للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحقيقة الطائل: أن كل شيء له فضل وشرف على غيره، يتنافس فيه من أجله يقال: رجل طائل وذو طول، قال الطرماح.

لقد زادني حباً لنفسي أنني ... بغيض إلى كل امرئ غير طائل

وقوله: (إنما الجوهر يقوم بنفسه) إنما عند البصريين، لها معنيان.

أحدهما: تحقير الشيء وتقليله. والثاني: الاقتصار عليه. فأما احتقار الشيء وتقليه، فكرجل سمعته يزعم أنه يهب الهبات ويواسي الناس بماله، فتقول: إنما وهبت ردهماً، تحتقر ما صنع، ولا تعتده شيئاً.

وأما الاقتصار على الشيء، فنحو رجل سمعته يقول: زيد شجاع وكريم وعالم. فتقول: إنما هو شجاع. أي ليس له من هذه الصفات الثلاث غير الشجاعة.

وتستعمل إنما أيضاً في رد الشيء إلى حقيقته، إذا وصف بصفات لا تليق به، كقوله تعالى: {إنَّما الله إِلهٌ واحِدٌ}. وقوله: {قٌلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}. وهذا راجع إلى معنى الاقتصار. وذكر الكوفيون أنها تستعمل بمعنى النفي واحتجوا بقول الفرزدق:

أنا الضامن الراعي عليهم وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

<<  <  ج: ص:  >  >>