للشجي من الخلي، ياء الشجي مخففة، وياء الخلي مشددة".
(قال المفسر): قد أكثر اللغويون من إنكار التشديد في هذه اللفظة، وذلك عجب منهم، لأنه لا خلاف بينهم أنه يقال شجوت الرجل أشجوه: إذا حزنته، وشجي يشجى شجاً: إذا حزن. فإذا قيل: شج بالتخفيف كان اسم فاعل من شجي يشجي، فهو شج، كقولك عمى يعمى فهو عم. وإذا قيل شجى بالتشديد، كان اسم المفعول من شجوته أشجوه. فهو مشجو، وشجى، كقولك: مقتول، وقتيل، ومجروح، وجريح. وقد روى أن ابن قتيبة قال لأبي تمام الطائي: يا أبا تمام، أخطأت في قولك:
ألا ويل الشجى من الحي ... ويل الربع من إحدى بلى
فقال له أبو تمام: ولم قلت ذلك؟. قال: لأن يعقوب قال: شج بالتخفيف ولا يشدد. فقال له أبو تمام: من أفصح عندك؟ ابن الجرمقانية يعقوب، أم أبو الأسود الدؤلي حيث يقول:
ويل الشجي من الخلي فإنه ... نصب الفؤاد لشجوه مغموم
والذي قاله أبو تمام صحيح. وقد طابق فيه السماع القياس، وقد قال أبو داود الإيادي: وناهيك به حجة.